قِراءة مقاصديَّة فِي الدَّوْر التَّنْمويِّ للمرأة المسلمة بين الواقع والمأْمول: الوقْف الخيريُّ أُنْموذجًا

الملخص

يتناول البحْث التَّنْمية فِي ضوء مقاصد الشريعة بكونها عمليَّة حضارِيَّة شاملة، ترْمي إِلى تحْقيق التَّطْوير المسْتمرِّ لِلْإنْسان ولأنْظمة حياته فِي صُورة مُتكاملة، ولما كانتْ التَّنْمية تأْخذ هذَا البعْد فقد أُولى الإسْلام المرْأة اِهْتمامًا كبيرًا ونظر إِليْهَا نظْرة تكْريم واعْتزاز؛ فهي شريكة الرَّجل فِي تحمُّل مسْؤوليَّات الحيَاة، وقد كلَّفهَا اللَّه مع الرَّجل فِي النُّهوض بِمهمَّة العمارة فِي الأرْض، ويسْهم البحْث فِي تأْصيل الدَّوْر التَّنْمويِّ النِّسائيِّ مِن خِلال الوقْف الخيْريِّ لِعموم نفْعه ودوام أجْره فِي ضوْء أحْكام الشَّرْع ومقاصده، ويروم هذَا البحْث على إِظْهار تفوُّق المرْأة تاريخيًّا فِي الدَّوْر الوقْفيِّ بعيدًا عن أيِّ إِقْصاء أو تهْميش لِدوْرِهَا التَّنْمويِّ؛ فانْتَظم البحْث بِخمْسة مباحث وخاتِمة خلصتْ إِلى إِثْبات مشْروعيَّة العمل الوقْفيِّ لِلْمرْأة بِالْأدلَّة الشَّرْعيَّة والْأصول العامَّة، وتجْلِية أهمِّيَّة العمل الوقْفيِّ مِن خِلال الأدْوار الَّتي تلْعبهَا؛ حيْث تتصدَّى المرْأة لعوائق مُخْتلِفة فِي مُهمَّتِهَا الوقْفيَّة؛ وتقْدِيم الحلول لِتخطِّي هذه العوائق، وبذلك تتميَّز التَّجْربة النِّسائيَّة فِي العمل الوقْفيِّ بِالشُّموليَّة والتَّنوُّع، والتَّطوُّر الدَّائم فِي تشْكيل شراكة حقيقة ومؤثِّرة بِالْمجْتمع عبر التاريخ، والتَّوْصية بِالنُّهوض فِي الدَّوْر التَّنْمويِّ لِلْمرْأة فِي عصْرنَا بعْد تراجعه وتأخُّر منافِعه وإحْيَاء سنة الوقْف.