القيمة الذّوقية وأثرها في تفسير القرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
القيمة الذوقية، النص القرآني، العملية التفسيرية، علم الموهبة، الذوقالملخص
اشترط العلماء في المفسِّر الذي يريد أن يُفسِّر القرآن الكريم برأيه بدون أن يلتزم الوقوف عند حدود المأثور منه فقط، أن يكون مُلِماً بجملة من العلوم التي يستطيع بواسطتها أن يُفسِّر القرآن تفسيراً عقلياً مقبولاً، وجعلوا هذه العلوم بمثابة أدوات تعصم المفسِّر من الوقوع في الخطأ، وتحميه من القول على الله بدون علم. كاللغة والنحو والصرف والاشتقاق والبلاغة والقراءات وأصول الدين وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ، والأحاديث المبيِّنة لتفسير المجمل والمبهم، ليستعين بها على توضيح ما يشكل عليه، وغير ذلك ممّا هو معروف في بابه، مبسوطٌ في مظانّه. فهذه العلوم- التي هي كالآية للمُفسّر لا يكون مفسّرا إلا بتحصيلها فمن فسّر بدونها كان مفسِّرا بالرأي المنهي عنه، وإذا فسر مع حصولها لم يكن مفسرا بالرأي المنهي عنه. إلاّ أنّ القيمة الذّوقية، أو باصطلاحٍ مقارب "علم الموهبة"، تُعدُّ لدى أساطين علوم القرآن الكريم وتفسيره علما أساسيا ومصدرا رئيسا للمفسّر، ضمن العلوم التي يحتاج إليها المفسّر، بل تُعدُّ أصلا للوقوف على معاني القرآن الكريم كما عبّر بذلك الزركشي في البرهان. هذا البحث سيحاول تقديم تعريف للقيمة الذّوقية مع بيان الفرق بين القيمة الذّوقية وعلم الموهبة، وسيحاول الكشف على ما مدى اعتماد أهل التّفسير على القيمة الذّوقية أثناء العمليّة التّفسيرية.