تلوُّنات دلالة بعض حروف المعاني وأثرها في اختلاف الحكم الفقهيّ "نماذج مختارة من مسائل الطّهارة في كتاب التّجريد للقُدُّوْرِيّ"

الملخص

الأهداف: تهدف الدراسةُ إلى إظهارِ صورةٍ من صور التفاعل بين العلوم الشرعيّة، وعلوم اللغة العربيّة؛ وتحديدًا بين علمي الفقه والنحو، حيث سعت الدراسةُ إلى إبرازِ أثرِ بعض حروف المعاني، وما تنماز به من دورٍ وظيفيّ قادرٍ على هيكلة الحكم الفقهيّ واستنباطه، وذلك من خلال تناول بعض مسائل الطهارة المختارة من كتاب التجريد لأبي الحسين القُدُّورِي موضوع البحث.

المنهجيّة: اتكأت الدراسةُ على المنهج الاستقرائي التحليلي متناولة بعض المسائل المختارة من كتاب الطهارة مُؤطَّرةً بحدود حروف المعاني، وما لها من أثرٍ في توجيه الدلالة التركيبيّة وفقًا لتلونها.

النتائج: توصلت الدراسةُ إلى عدّة نتائج كان من أهمها: أنَّ اختلافَ الحكمِ الفقهيّ الواردِ في مسائلِ كتاب التّجريد بين الحنفيَّةِ والشَّافعيّةِ مردُّه الأبرزُ اختلاف النُّحاةِ في تقديم ِ دلالةِ حروفِ المعاني وفقَ معطياتِ السّياقِ، بوصفِها قيدًا متسلطًا على التركيب النَّحويّ، وعلى إثرِ ذلك؛ نتجَ ثراءٌ دلاليٌّ لنصوصِ القرآن الكريم، وتنوَّعَتِ الأفهامُ، واختلَفَتِ الآراءُ تيسيرًا على الناس ورفعًا للحرجِ عنهم.

الخلاصة: كان لبعض حروف المعاني بوصفِها مكوناتٍ تقييديَّة فاعليّةٌ في تشكيل الحكم الفقهيّ المنبثق عن الكتاب والسُّنَّةِ، ودورٌ خلافيّ تضطلعُ به جرّاءَ تضمُّنها الدلالاتِ المحتملة، بما يمنحُها القدرة على التأثير في المعنى أو تلوينه، والأخذ بتوجيهه وضبطه ضمن بوتقةِ السّياق والتركيب.