مدى اتفاق المعتزلة والماتريدية في المسائل العقدية

-

الملخص

      تظهر إشكالية البحث في أن البعض يرى أن الماتريدية يتفقون اتفاقا تاما مع المعتزلة في آرائهم الاعتقادية، فجاء هذا البحث يهدف إلى النظر في أبرز المسائل التي اشتهرت بكونها متطابقة بين المدرستين؛ لتحقيق النظر وبيان نقاط الاتفاق والاختلاف بينهما، وقد جاء البحث في تمهيد وثلاثة مباحث شملت المسائل الآتية: وجوب معرفة الله عقلا والمتشابه في حقه تعالى، وحكم من لم تبلغه الدعوة، والقدرة الإنسانية، والتكليف بما لا يطاق، والحكمة الإلهية وتعليل أفعال الله تعالى، والتحسين والتقبيح، والوعد والوعيد. وذلك باتباع المنهج التحليلي والمقارن ,والنقدي. ومن أبرز النتائج أن التشابه في الأحكام بين المدرستين تشابه ظاهري والخلافات جوهرية وحقيقية بين المدرستين، وأن مساحة العقل عند الماتريدية محدودة بالنظر لمساحته عند المعتزلة، وأن تحكيم العقل عند المعتزلة لم يكن عن هوى متبع بل من منطلقات تنزيهية لله تعالى فأصابوا في بعضها وأخطأوا في أخرى.

الخلاصة: إن هذا البحث يفتح آفاقا لمزيد من الأبحاث المتخصصة في تمحيص الفروقات بين الماتريدية والمعتزلة في المسائل العقدية، وخاصة في المسائل التي تتشابه الأحكام بين المدرستين؛ لتدقيق النظر في مدى تشابه المضمون والمنطلقات بينهما.