أسلوب الأمر في الخطاب القرآنيّ لبني إسرائيل دراسة تركيبيّة:دلاليّة

الملخص

الأهداف: عَمِدت هذه الدّراسة إلى بيان الجانبين التركيبيّ والدلاليّ لأسلوب الأمر في الخطاب القرآنيّ لبني إسرائيل وأثر المقام في ذلك الأسلوب وأهميّته، فالخطاب القرآنيّ بُنِي على أساليب لغويّة عديدة، تختلف نسب ظهورها بعدّة عوامل من أهمّها: طبيعة الخطاب وأحوال المخاطبين، فالدّارس المتدبّر في الخطاب القرآنيّ عامة وخطاب بني إسرائيل خاصّة يلمح فروقاً تمِيزُ هذا

الخطاب عن غيره؛ وقد تجلّى هذا التمايز باعتماد أساليب لغويّة أكثر من غيرها، ومن تلك الأساليب أسلوب الأمر، الذي يخرج لتأدية معانٍ ودلالات عديدة، يتضافر فيها المقام وأحوال المخاطبين، وتظهر جليّة في تركيب الجملة، بما يطرأ عليها من تقديم أو تأخير أو حذف.

المنهجيّة: وقد اتّكأت هذه الدّراسة على المنهج الاستقصائيّ التحليليّ؛ إذ وقفت على تراكيب الأمر في كلّ موضع من مواضع الخطاب القرآنيّ لبني إسرائيل، ثم لُجِئ إلى تحليل تلك التراكيب إلى عناصرها، ثم تفسيرها من خلال ربطها بسياقاتها ومقاماتها الكلاميّة، بالرجوع إلى الكتب الأصول في علوم اللغة والتفسير.

النتائج والخلاصة: خلصت الدراسة إلى أنّ أسلوب الأمر في الخطاب القرآني لبني إسرائيل حظي بأهميّة كبيرة؛ ولا غرو في ذلك؛ فالدّين مداره على الأمر والنّهي، وهو الوجوب فعلاً وتركاً، لا يمكن دراسة الأساليب اللغويّة منفصلة عن سياقها المقاميّ والتركيبيّ؛ وما يدلّل على ذلك هو تكرار بعض الأفعال الأمريّة في غير سورة، مع تغيّر الدلالة. وكذلك خروج صيغ الأمر -في مواطن كثيرة-عن معناها الأصليّ -وهو الإيجاب واللزوم- إلى معانٍ أخرى، تُفهم من خلال السياق وقرائن الأحوال، ومن تلك المعاني: التّأكيد والتّشريف، التّهديد وبيان العظمة، الحثّ والوجوب، التّذكير، بيان العاقبة، التعجيز، الامتنان، الإكرام، الدعاء، بيان القدرة والعظمة، الالتماس، التوبيخ، التكوين والإهانة والتحقير، الاسترشاد.